2015-12-16

!..رواية رأيت رام الله.... و زكريا














لطالما أردت زيارة فلسطين... وأشعر أني زرتها حقاً عندما قرأت رواية رأيت رام الله.. 
أو على الأقل زرت جزءً منها  
      
                                                           * * * * *

تنويه : الكلام آدناه عربي بلا فصاحة، ركيك،"متلخبط"  وكاتبته تفتقر الى ترتيب أفكارها..
وهو مايحدث معها عادة عند الإنتهاء من قراءة أي رواية قديرة.  


      
                         * * * * *

رأيت رام الله ..
حيث جِرار زيت الزيتون
حيث صفيحة الزعتر .. رغيف الطابون الساخن ..وستي أم عطا

اشعر اني صرت جزء منها..
من الرواية
 من دير غسّانة ودار رعد .. جزء هناك بجانب شجرة التين والصورة المعلقة في برندة ابو حازم
جزء من الشتات اللذي لازم مريد في حياته .. ومنه شتات علاء ومنيف وناجي العلي وكل لأجيء
                       * * * * *

أبهرني احتفاظه بالتفاصيل الصغيرة .. استرجاعه لها .. كأنها إنتماءته وما بقي من هويته 
كنسمة الهواء الخاصة بدير غسّانة  .. طقم الشاهي.. الكنبة البنية تحت رفوف المكتبة ..
الستائر ذات الرسم التجريدي.. وعرس المرحوم "أبو العفو" .. 
على كل..ربما هذا كل ماتبقى للمغترب !

                      * * * * *

كثير من حكمة مريد تتجلى في الرواية في استعراضه لأوجاعه
هنا بعض الإقتباسات :

“إذا كان الأحياء يشيخون فإن الشهداء يزدادون شبابا”
“وهل تسع الأرض قسوة أن تصنع الأم فنجان قهوتها مفرداً في صباح الشتات ؟” 
“لا غائب يعود كاملاً.لاشيئ يستعاد كما هو.” 
“من السهل طمس الحقيقة بحيلة لغوية بسيطة: ابدأ حكايتك من ثانيا!” 
والكثيير..

                   * * * * * 

تلمس تعلقه الشديد برضوى وتميم.. إنهم موطنه اللذي لم يُنفى منه يوماً..

لو أني قرأت الرواية قبل سنة ..سنة فقط 
 لربما اختلفت بعض الأشياء عندي ..
لكنني في كل مرة يكتب فيها مريد عن رضوى إستحضرت هذه الصورة الحزينة ..
 لـ مُريد وتميم عند نعش رضوى ..  
و في كل مرة يتحدث فيها مريد عن طفله تميم ،تكون أمومتي حاضرة جداً .. 
 قبل سنة...قبل أن تموت رضوى .. وقبل أن أُنجب أنا طفلي ...



                     * * * *

في آخر الصفحات تقريباً .. كان مريد يحكي عن لآجئيين فلسطنيين 
 هربوا من الموت في فلسطين ليستقبلهم في المنفى..

أنا أستوعب جيداً ان الموت مصيرنا المحتوم 
لكن  "طريقة الموت تفرق، و مكان الموت يفرق، ومن يمسك يدك وقت احتضارك يفرق"
فكرة أن أموت وحيدة .. تُخفيني جداً 
و لحظات منيف الأخيرة اوجعتني .. 

حملت في قلبي بُعداً آخر لحياة كل عربي مغترب
لكل زملائي الفلسطنيين في الجامعة..
بينما أعتبر أنا إغترابي " تجربة مختلفة" 
كان إغترابهم محتوم عليهم ..

ومنهم "زكريا".. 

( زكريا شاب فلسطيني .. كنت دائماً اشوفه في الجامعة .. هادئ جداً ..
ويبدو الخجل واضح في شخصيته لما يتكلم ، أو حتى لما يمر من أمامنا.. 
مااعرف ليش بس دايما لما اشوفه أقول .. مختلف عن باقي الشباب الفلسطنيين اللي في الجامعة ..
عادة حماسيين .. أصواتهم عالية
 وشخصياتهم  دائماً تكون تلك "الشخصية المركبة التي تجمع بين شفافية المشاعر،و إقتحامية السلوك" 

زكريا كان غير ..كان من الأشخاص اللي يتكرر وجوده،
 وتحفظ ملامحه وتشوفه في كل مناسبة مُبادر،لكن ماتسمع صوته..
 تكتشف بعد فترة انك ماتعرف اسمه، ولما توصف شكله لأحد عشان تسأل عن إسمه
يقولك "إيوا عرفته، اشوفه دائماً بس ما أعرف اسمه!" 
واللي يكون أكثر شخص محبوب بين اصدقائه.

قبل يومين لما كان يشتغل في محل بيتزا 
تعرض لهم سارق .. وأطلق على زكريا رصاصة 
أخوه كان متواجد بجانبه ..شهد هذه اللحظات  ..  كان ماسك يده متشبث بكل حياة باقية فيه
لكن في إنتظارهم للإسعاف .. توفى زكريا)

تلقيت خبر وفاته بشكل مختلف  "مااعرف اذا مختلف هي الكلمة الصحيحة هنا ، لكن مختلف!"

ربما كان للرواية دور في استيعابي لمعاناته..ومدى همومه و أوجاعة.. 
كيف أن العديد من أقاربه لن يشاركوا في وداعه الأخير.. 
أن "الغربة أصابت زكريا أولاً، قبل أن تصيبه الرصاصة "

ولأنه زكـريا..

الله يرحم زكريا ويغفرله... ويربط على قلب والدته المكلومة و والده .. 
ويرفعه الى منازل الشهداء يارب العالمين..


                * * * *

No comments:

Post a Comment