2015-05-25

حُزن






صُدمت قبل أيام بخبر حزين .. حزين للغاية..
صديقتي المقربة مني..أغلى صديقة ..صديقة الطفولة و العمر ..وأجمل إنسانة ..تعاني من مرض..!
مااعرف حقيقة مشاعري حالياً ..أشعر اني مازلت متخبطة وغير مستوعبة.
فور سماعي الخبر ما بكَيت.. ما حزنت لم أفعل أي شيء .. لا أدري بماذا كنت أفكر ..لوهلة شعرت ان كل شيء توقف ..
حتى اني لم أخبر أقرب الناس لي بذلك .. احتفظت بالخبر لنفسي..


ومارست يومي العادي ..لكن صديقتي ماغابت عن عقلي لحظة..
أفكر بها كل دقيقة .. ولا أعرف ماذا أقول لنفسي 
كنت فعلاً أتجاهل نفسي ومشاعري..

في خضم تلك المشاعر أدركت فجأة أنه لابد من أن صديقتي تحتاجني في هذا الوقت.. 
ع الأقل مكالمة أقول لها فيها "الف سلامة ياغالية ماتشوفي شر"
"لكن لم أستطع"..!
فعلًا شعرت اني لا أمتلك القدرة والجرأة أن أتصل وأقول لها سلامات..و آسفة لسماع خبر وجود ورم لعين في صدرك الأنثوي اليافع... 
أحسست أن الكلام مبتذل حينها .. وأخاف أن لا أتمالك نفسي وأنهار ..  و أزيد حزن قلبها وخوفها و وحدتها..
لذا أكتفيت برسالة نصية فقط... خرجت مني باردة رغم محاولاتي البائسة في جعلها غير ذلك ..
••
في ذات الليلة .. في ساعة متأخرة من الليل استيقظت من نومي فجأة.. في هذه  الظلمة الحالكة  ..
أفكر في صديقتي ..
بدأت أفكر في كل التفاصيل..كل الذكريات ..بدأت أفكر في الآلام التي واجهتها هذه الصديقة الحنونة
لحظة إلقاء الخبر عليها..لحظة اكتشافها لمرضها 
أفكر حين فاقت من نومها بعد العملية ..هذه المرة بنهدٍ واحد .. 
المرة الأولى التي تنظر في نفسها في المرآة وتتحسس آثار نهدها المفقود ..
آتأمل كيف يغير الله الحال والأيام والهموم في لحظة ..
بكيت...بكيت كثيراً حينها..
بكيت آلم صديقتي.. بكيت جمال جسدها..
بكيت فشلي في أن أكون الصديقة وأكون بجانبها الآن أشاركها حزنها وخوفها..أحمل وجع قلبها و همها..
كان كل ما أمتلك وقتها ركعة في هذا السحر والدعاء لها ..
..
آسفة على كل شيء يا صديقة..

No comments:

Post a Comment