2015-07-23

!...و كان يومُ ميلادك أبـيضاً









6/24/2015
5:44 am

الولايات المتحدة الأمريكية 
السابع من رمضان عام ١٤٣٦

في فجرٍ رمضاني دافئ .. إحتَضَنت مستشفى (summa)  أُولى صرخات صغيري.. 
تلك اللحظة ذاتها إحتضن قلبي سعادة و فرحة ماعلمها من قبل ..
في ذلك المشفى الهادئ إلا من غرفة قابعة في نهاية الممر..تضج بأصوات الألآت والممرضات... وخوفي !  
آتيت يا صغيري باكياً.. لتُسْكن قلبيَنا .. لتملأ روحينا شغفاً و اؤنس..
ربُما هي المرة الوحيدة التي قد تبكي فيها خوفاً ونبكي أنا وأباك فرحاً..!

 


كانت البداية خطين أزرقين .. فرحةٌ و إرتباك
كنت في أحشائي .. تسكُنني _حرفياً_
و الأن أنت هنا تنام بين ذراعي حالماً.. يدك الصغيرة تغلق على إصبعي بإحكام..
و أنا و والدك لا نكف عن تأملك.. 
تأمُّل عيناك .. رموشك الكثيفة
قدماك الصغيرتين.. خصلات شعرك ..
كيف تتنفس..
كيف تحاول عبثاً الوصول إلى صدري.. لتُسقيني أمومتي... لتُعلمني كيف أهواك أكثر..

ولساني لا يكفُ عن الدعاء وقلبي يحمدُ الله الذي رزقني بك.. 
يتوسله أن يبقيك لي إبناً صالحاً تعلو درجات الجنان حتى الفردوس..
أن يقرّ عيني وعين زوجي .. و أن تكون مُسلماً تنهض بالأمة الإسلامية.. 
الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات..
الحمدلله على سابغ نعمه..
 
..
..

خروجك للحياة.. إرتجاف بكائك .. صرخاتك الأولى هلعك.. دموعي ودعائي.. إكتشافي أمومتي.. 
و قُبلة أَبيك..
تلك التفاصيل الصغيرة يا أَنَس ستبقى خـالـدة في ذاكرة روحي دائماً.. 


مامتك..